ويعلمنا الكتاب المقدس أن حب المسيح كله عطاء وبذل وتضحية بدون مقابل من
الإنسان، فيقول الكتاب المقدس فى إنجيل يوحنا 13:15(ليس لأحد حب أعظم من
هذا: أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه) ويقول أيضاً فى غلاطية4:1 (الذي بذل
نفسه لأجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله
وأبينا) ويقول أيضاً فى تيموثاوس الأولى 6:2(الذى بذل نفسه فدية لأجل
الجميع) وأيضاً فى أشعياء 7:53 (ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق
إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه) فالذى نروى عنه القصة
لم يكن أميراً أو ملكاً عادياً لكنه ملك الملوك ورب الأرباب الذى له كل
سلطان على الأرض وفى السماء. وهذا يجعلنا نقول مع 1يوحنا1:3 (انظروا أية
محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله) إنها محبة عجيبة ومحيرة للعقول،
محبة تأسر القلب والعقل أيضاً كما قال بولس (إن محبة المسيح تحصرنا)
كورنثوث الثانية 14:5)
وقال "لا مارتين": (عندما تحب أحداً رغم عيوبه فهذا هو الحب)ويقول بولس الرسول1كورنثوس 28:1(واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير
الموجود ليبطل الموجود) لقد اختار الله بكامل إرادته الإنسان فى صورته
الرديئة، ورغم كل ما يتصف به الإنسان من عيوب ورغم عناد قلبه وشره قدام
الله، لكن الله ظل يحب الإنسان. أليس هذا أعظم حب، أن تحب شيئاً ليس له
قيمة مثل الإنسان؟ ويقول الكتاب فى متى 46:13) فلما وجد لؤلؤةً واحدةً
كثيرة الثمن، مضى وباع كل ما كان له واشتراها) لقد رآنا الله لؤلؤة غالية
الثمن رغم أننا مزدرى بنا وغير موجودين! فكيف تحدث هذه المعادلة إن لم يكن
هذا هو الحب الحقيقى.
وقال "شكسبير": (ما أقوى الحب، فهو يجعل من الوحش إنساناً)وهذا ما فعله الله معنا فقد غير حياة الإنسان بقوة حبه كما يقول الكتاب فى
رومية 5:5(لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا)
فتغيرت قلوبنا وأصبحنا بمحبة الله نعرف المحبة كما قال يوحنا (من لا يحب لم
يعرف الله لأن الله محبة) فبحب الله لنا خلق الحب فينا فتغيرت حياتنا.
وقال "جوته": (عندما تنام كل العيون تظل عين الحب وحدها ساهرة)فنرى أيضاً فى إلهنا عيون الساهر علينا، فيقول داواد فى مزمور 3.4:121(لا
يدع رجلك تزل لا ينعس حافظك- إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل) فأى حب
مثل هذا أن يكون المحب ليس له شىء آخر غير محبوبته يهتم بها ويرعاها
ويحفظها ويدافع عنها حتى الموت ويفكر فيها ليلاً ونهاراً ويكون دائماً
ساهراً على راحتها؟ أليست هذه أعظم قصص الرومانسية التى فى الكون كله التى
تبرز كل مفاهيم الحب الحقيقية والتى مصدرها المسيحية.
وأختم بالقول:
(إن الذى لا يعرف المسيح معرفة حقيقية لا يعرف المعنى الحقيقى للرومانسية)كما قال الكتاب المقدس فى 1يوحنا 16:3(بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع
نفسه لأجلنا) ففى الصليب عرفنا ليس بالعقل فقط المحبة لكننا أدركناها
بقلوبنا، ففى الصليب تغيرت قلوبنا من قلوب لا تعرف إلا الأنا إلى قلوب تعرف
أن تحب..
وهذا هو ميثاق الحب كما قال الكتاب
المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ، ولا
تقبح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السوء، ولا تفرح بالإثم بل
تفرح بالحق، وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء.
المحبة لا تسقط أبدًا.