أعتقد "ستائر" مؤسس الوجودية الحديثة أن الحل هو الحياة "وحدى"، والمحافظة على "فرديتى" فقال فى إحدى مسرحياته الشهيرة: (إن الجحيم هو الحياة مع الآخرين)، ولكن هذه النظرية لم يزيد الإنسان إلا غربة عن الآخرين، وكراهية لكل من حوله، وحب لذاته فقط.
? بينما هناك عبارة ذهبية بسيطة فى معناها، ولكن لها قوة السحر فى تطبيقها، فقد قال رب المجد يسوع المسيح عن العلاقة مع الآخرين:
"أحب قريبك كنفسك".. وأحب لقريبك ما تحبه لنفسك.
? صديقى إن الحل فى حياتك مع الآخرين يكمن فى تلك الكلمات،
كيف تحب الآخرين، وكيف يمكن للآخرين أن يحبوك وهذا أهم؟
وهناك عدة نقاط تساعدك أن تكون محبوباً وأن تملك فى يديك قلوب كل من حولك.
أولاً: الحب الصامت ليس حباً :
- ما أسهل أن تقول وما أصعب أن تفعل ما تقول، هذه الحقيقة كثيراً ما تتوه من أمامنا.. فنحن نعلن أمام الكثيرين اننا نحبهم ومكانتهم فى قلوبنا، ولكن... هل يمكن ان يكون الكلام والشعارات هى كل شئ عن الحب. ؟
- إن صوت الرسول الحبيب يوحنا يهمس فى آذاننا:
"يا أولادى لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1يو 18:3).
فأنت يا من تقول لكل أحد أنى أحبك، ماذا فعلت من أجل من تحبهم؟
فالحب يا صديقى وحده لا يكفى، يجب أن تعبر عنه.
- فإن عجلة الحياة لا تمضى، ما لم يساهم فى دفعها كثير من الأيادى،
ولكن الكلام لا يحرك شيئاً.
إن الله حينما أحب الإنسان عبر عن هذا الحب فى صور كثيرة، فيقول قداسة البابا شنوده:
"إن الإنسان كان فى عقل الله فكرة وفى قلبه مسرة" ومن أجل هذه المسرة خلق له كل شئ رآه أنه حسن.. ثم خلق الإنسان على صورته ومثاله، ووضعه فى الجنة وأعطاه السيادة، وحينما أخطأ،
مات لأجله لكى ينقذه، فكان حقيقياً يحب الإنسان لأنه
"ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه".
أخى فى اللحظة التى تستطيع فيها أن تعبر عن حبك..
أن تمد يدك لكل من يتاح إليك..
أن تسرع لمن يدعوك..
إن استطعت أن تجيب كل من يسألك... فأنت على الطريق نحو جذب قلوب الآخرين..
وستكون بلا شك محبوباً جداً.
1- لا تنسى التقدير :
يقول عالم النفس ألفريد أدلر:
"إن تلهف الفرد على التقدير والاحترام هو المحرك الأول للحياة"،
فإن الحياة تأخذ معناها من قيمة من يعيشوها، لذلك فكل إنسان لابد أن يكون شيئاً يذكر فى هذه الحياة، وعليك أنت يا صديقى أن تطبع هذه الفكرة على كل من تقابله،
إن كلمات التقدير هى الوقود الذى يدفع الإنسان للاستمرار رغم صعوبات الحياة،
فإحساس الإنسان بالأهمية يشدد من عزيمته للمضى قدماً فى خضم الحياة -
فلماذا تنسى أن تقدر من حولك فى كلماتك وفى مشاعرك أيضاً،
إن اهتمامك بقيمة الآخرين يرفع من قيمتك أيضاً.
إن المسيحية تهدف إلى رفع قيمة الإنسان، وليس هناك مثل على ذلك أعظم من نزول رب المجد ليأخذ جسداً ويعايش الإنسان، صديقى مهما يكن تقديرك للآخرين ضئيلاً، فهو كعود الثقاب الصغير الذى يستطيع أن يشعل كومة القش الكبرى، فتلهب حياة الإنسان.
وكما يقول فرويد"
"إن فى داخل كل إنسان فائض عاطفى يجب أن يعطيه للآخرين"
فأنت إذاً مدفوع دفعاً، لتقدير الآخرين فلماذا تنساهم؟!
2- أخرج من الجافة حلاوة :
إنك أحياناً كثيرة تقول ربما أستطيع أن أحب وأقدر؛ ولكن ليس كل أحد، فأنا لا أرى فى الجميع أنهم صالحون لهذا، ولكن أقول لك
أنه مهما كان الظلام حالكاً فهناك توجد النجوم..
ولكن كل ما نريده منك أن تحاول أن ترى هذه الصفات الطيبة فى كل أحد، وتظهرها وتحبه من خلالها.
إن رؤية الصفات الطيبة تحتاج إلى عين طيبة، وليكن مثلاً لك رب المجد يسوع، الذى استطاع أن يخرج من الجافى حلاوة، فقد رأى فى المرأة الخاطئة والسامرية واللص اليمين صفات طيبة فى الأعماق، فأخرجها وقدرها، فانفجرت طلقاتها أمام العالم أجمع،
فإنك حينما ترى ما هو طيب فى من حولك،
فستكون قد استطعت أن تملك قلوب من حولك وتصير محبوباً ومحباً