dodyboss المدير العام
عدد المساهمات : 1779 تاريخ التسجيل : 12/03/2009 العمر : 41 الموقع : فى حضن الآب
| موضوع: المعرفة وأنواعها الخميس 16 يوليو 2009, 12:15 am | |
| المعرفة وأنواعها بقلم قداسة البابا شنوده الثالث المعرفة ليست غاية في ذاتها إنما هى وسيلة للمنفعة . غير أنه ليست كل معرفة نافعة . فهناك معرفة قد تضر . وعندما خُلِقَ الإنسان لم يكن يعرف سوى الخير فقط . ولكنه للأسف الشديد ، بدأ يعرف الشر عندما سقط . وبمعرفة الشر بدأ يضر نفسه ويضر غيره أيضاً . إذن عليك أن تتأكد من سلامة كل معرفة تصل إليك . وتتأكد من فائدتها قبل أن تقبلها . ?? أمَّا عن حدود المعرفة .. فيقولون: إن أكثر الناس علماً هو الذي يعرف شيئاً عن كل شئ ، وبنوع من التخصص يعرف كل شيء عن شيء . ويبدو أن هذه العبارة مُبالَغ فيها جداً . فلا يوجد إنسان يعرف كل شئ عن شئ ما ، ولا أن يعرف شيئاً عن كل شئ. إن اللَّه وحده ـ تبارك اسمه ـ هو الذي يعرف كل شيء عن كل شئ . ومعرفته يقينية ومُطلَقة وغير محدودة . واللَّه يعرف الخفيَّات والظاهرات . يعرف ما في القلوب وما في الأفكار وما في النيَّات لجميع الناس . ويعرف ما في باطن الأرض وما في علو السموات . بينما الإنسان لا يعرف شيئاً من هذا كله . واللَّه يعرف المستقبل والغيب أمَّا الإنسان فلا يعرف. ?? والإنسان إن عرف شيئاً، إنما يكون ذلك بوسائط متعدِّدة ، كالحفريات بالنسبة إلى باطن الأرض . وكالمقاييس والمكاييل والأشعة والتحاليل ، وأجهزة أخرى كثيرة للوصول إلى ما يمكن معرفته . أمَّا اللَّه فيعرف كل شيء بدون واسطة . والإنسان يُجاهد لمعرفة طبائع الأشياء . أمَّا اللَّه فيعرفها لأنه هو الذي وضع لكل شيء طبيعته . الإنسان مثلاً يحاول بمجهودات ضخمة أن يعرف أماكن البترول في باطن الأرض أمَّا اللَّه فمعرفته لذلك ناتجة عن كونه هو الذي جعل البترول في تلك الأماكن . وينطبق ذلك أيضاً على مواضع الذهب وباقي المعادن والأحجار الكريمة ، وأنواع الكائنات البحرية وغيرها . ?? أمَّا من جهة أنواع المعرفة: vهناك معرفة حسيَّة تأتي عن طريق الحواس ، يعرفها الناس بالنظر أو بالسمع أو باللمس أو بالشم . وما أضعف حواسنا فهى لا تدرك كل شئ . v وهناك معرفة عن طريق العقل ، تأتي بالدراسة أو الاستنتاج . v وهناك معرفة الروح وهى ليست لكل الناس. غير أن هناك معرفة أخرى عن طريق الكشف أو الإعلان الإلهي . ويدخل في ذلك الوحي الذي يصل إلى الأنبياء . وهناك معرفة أخرى وهى معرفة الإنسان لنفسه . ?? إنَّ العالم يجهد نفسه كثيراً للحصول على معرفة تختص بالقمر والكواكب. فيستخدم في ذلك سفن الفضاء ، وينفق على كل هذا أموالاً طائلة . لكنه ليس بنفس الشوق يسعى إلى معرفة اللَّه ... إنه يسعد كثيراً إن أحضر بعض حجارة من القمر ، أو بعض الصور . لأنها تعطيه شيئاً من المعرفة عن الطبيعة التي هى من خلق اللَّه . دون أن يسعد بمعرفة اللَّه خالقه ! ?? ونفس الكلام يُقال عن كثير من الاكتشافات التي يقوم بها الإنسان، ويفخر باكتشافاته ، ويمجد العقل البشري الذي وصل إليها . وفي كل ذلك لا يُمجِّد اللَّه الذي خلق هذا العقل ووهبه إمكانياته ! هناك معرفة أخرى تأتي عن طريق الآخرين : عن طريق الكتب أو الصحف أو وسائل الإعلام ، أو الإنترنت ... ومعرفة عن طريق الأصدقاء أو المعارف أو الأساتذة . ومعرفة تأتي عن طريق الشيطان بما يلقيه في أذهان الناس من فكر ، أو رؤى أو أحلام مُضلِّلة. ورُبَّما يسعى الإنسان إلى الحصول على معرفة من الشيطان عن طريق السحر ، أو ما يسمونه استشارة أرواح الموتى ، أو بطُرق أُخرى متعدِّدة ، كاللجوء إلى المُنجِّمين ، وإلى قارئي الكف أو الفنجان ، وإلى ضاربي الرمل أو الودع . ويدخل ذلك في اللعب بعقول البسطاء . ونحن نعرف جيداً أن الشيطان لا يعطي معرفة مجاناً . فلابد أن يكون له هدف يريد الوصول به إلى الإضرار ببعض البشر . ?? نوع آخر من المعرفة هو أن يعرف الإنسان نفسه: يعرف أنه مخلوق من تراب لكي يتضع ولا يتكبَّر . ويعرف خطاياه وضعفاته لكي يندم عليها ويتوب . ويعرف مواهبه لكي يستخدمها في الخير . ويعرف مدى قربه أو بُعده من وصايا اللَّه . ويعرف ما يلزمه للوصول إلى الحكمة والتمييز . ?? على الإنسان أيضاً أن يعرف طبيعة غيره واتجاهاته، لكي يعرف كيفية التعامل معه ... سواء كان ذلك في التعاون مع الأصدقاء أو في محيط العمل ، أو في الحياة الزوجية ، وفي الحياة الاجتماعية عموماً ... وأيضاً معرفة نفسية الطفل ، ونفسية المعوَّق، ونفسية العاقر ، ونفسية المراهق ، وكيفية التعامل مع كل هؤلاء ... وعلى الزوج أن يعرف نفسية المرأة ، وعلى الزوجة أن تعرف نفسية الرجل . ?? وعلينا جميعاً أن نعرف الحق، وإن عرفناه نتبعه. وأن نعرف احتياجات الناس لكي نُدبِّرها لهم. ولنحترس من المعارف التي هى فوق مستوى البشر . فكثير من الناس يبحثون في عالم الأرواح فيضلون . كذلك فلنبعد عن المعارف الضارة ، ولا نضيع وقتنا في معرفة أمور لا تفيدن . وقد قال أحد الآباء الروحيين: " أحياناً نجهد أنفسنا في معرفة أمور، لا نُلام في يوم الدين على جهلنا إيَّاها ". ?? ولنعرف أن ما يدخل الذهن من معارف ، يوثِّر على الحواس والمشاعر ورُبَّما على العلاقةللآخرين . وبالأكثر من ذلك يُخزن في العقل الباطن . ثم يخرج منه على هيئة ظنون أو أفكار أو أحلام . وبهذا يكون نطاق انتشار المعرفة قد اتسع . وهناك ألوان من المعرفة تغير نظرة الإنسان إلى كثير من الأمور ، وإلى كثير من الناس . ومعارف ضارة قد تجلب الشك . ومعارف ضارة قد تحول الفكر إلى الإلحاد . ?? لذلك يلزم أن يُدقِّق كل إنسان في اختيار مصادر معرفته، لكي يحتفظ بنقاوة فكره ، ولا يتلوث بمعرفة ضارة . وعليه أن يُدقِّق في اختيار الأصدقاء والمعارف الذي يصبُّون معلومات في أذنيه . وكذلك يُدقِّق في نوع قراءاته . ولا يظن أن الأفكار عواقر ، وما أكثر أن تلد أفكاراً أخرى ومشاعر عديدة . بل رُبَّما كلمة واحدة تصل إلى ذهنك ، فتلد حكاية أو حكايات ، وكذلك ما يمكن أن يُقال عن تأثير الشائعات . لهذا كله فإن الوقاية من الفكر الخاطئ خير وأفضل من قبوله ثم محاولة التخلص منه . وإذا ما وصلت إليك معرفة خاطئة ، فلا تحاول أن تنقلها إلى غيرك ، لئلا يُطالبك اللَّه بما يتعب الغير من نتائج تلك المعرفة . | |
|
Sharl عضو نشيط
عدد المساهمات : 76 تاريخ التسجيل : 07/04/2009 العمر : 40
| |
dodyboss المدير العام
عدد المساهمات : 1779 تاريخ التسجيل : 12/03/2009 العمر : 41 الموقع : فى حضن الآب
| |