عدم معرفة الإنسان لذاته على حقيقتها ، من أسباب المتاعب والمشاكل فى الحياة الروحية وغيرها .
+ ولذلك يحتاج إلى الجلوس مع نفسه ، لينال بركات الخلوة ، وتعرية النفس ، قبل الإلتجاء إلى المرشد الروحى الصالح للمشورة ، ولعرض ما كشف عنه لنفسه .
+ وفى خلوته سيرى عيوبه فى مرآة الله ( رو 17 : 18 ) ويشعر بمواطن ضعفه ( 2 كو 12 : 9 ) ، ويبحث عن طريق الخلاص ، وكيفية السير فيه إلى النهاية .
+ وقال القديس بطرس للمخلص : " أخرج من سفينتى يارب ، لأنى رجل خاطئ " ( لو 5 : 8 ) . وهو تعبير عن شعوره بحالته الروحية المتردية ، فقال له الرب يسوع بحب : " لا تخف منذ الأن تصطاد الناس " ، فقد استحق بطرس درجة التلمذة ، بعد معرفته لذاته وذلاته ، وترك مادياته .
+ والخلوة الروحية من أجمل الأمور لتهذيب النفس ومعرفة النقص ، وحاجتها إلى الرب ، لينقيها من كل دنس الجسد ، والحواس ، فأذهب إلى البرية ( مكان تختلى به بنفسك ) ، واجلس وحدك مع ربك .
+ وإن المياه العكرة ، إذا ما تركت فى وعاء بعض الوقت ، تصفى من العكارة ، وتصبح صالحة للإرتواء .
+ والقديس يوحنا المعمدان ، والقديس بولس الرسول ، والأنبا أنطونيوس والأنبا أرسانيوس ، وكثيرون من القديسين الآخرين ، قد استفادوا بالخلوة الروحية المقدسة ، ونالوا فضائل ومواهب كثيرة جداً .
+ والخلوة ليست هى مجرد الإختلاء بالنفس ، وإنما بالجلوس مع الله ، كما كان يفعل المخلص على الجبل ( يو 7 ، 8 ، 16 ) ، وتطلب المشورة الإلهية النافعة .
+ ويقول القديس مار اسحق السريانى : " اليوم الذى لا تجلس فيه ساعة مع نفسك ، وتفكر فى أى شئ أخطأت ، وتقوم ذاتك ، لا تحسبه من أيام عمرك " .
+ ويضيف بقوله : " حب السكون يا أخى ، لأن فيه حياة نفسك ، وبالسكون ترى ذاتك على حقيقتها ، وما دمت تنظر غيرك ، فلن ترى نفسك " .
+ ولا تقض الخلوة فى التفكير فى أمور العالم ، أو فى الخدمة وموضوعاتها ، ولكن فى حديث ممتع مع الرب ، ليكشف عن عيوب النفس بصراحة ، ولاتخاذها فرصة للتوبة ، وتجديد العهد مع الله ، وإعداد التداريب الروحية المناسبة ، للبدء فيها ، واختر مكاناً هادئاً ، بعيداً عن صخب العالم ، فتشعر بالراحة والسلام .