نور.. وجسور.. وعبور
للقمص روفائيل سامي
+++
+ نور: أجاب يسوع.. ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهارا. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل مادمت في العالم فأنا نور العالم (يو 9:3-5) النور صفة من صفات الله ووجوده يؤكد وجود الله فشخصية المولود أعمي ترمز إلي الإنسان الذي لم ير النور ذاك الذي مازال الإنسان العتيق في داخله ومحتاج إلي النور والحياة الجديدة, وللأسف لم يجد احتياجه في المجتمع الذي يعش فيه فالجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد (رو 3:12) ومن هنا كان رد الرب لتظهر أعمال الله فيه أي لابد أن يستمد الحياة والنور من مصدرهما الحقيقي وهو المخلص الذي جاء ليعطينا الحياة والنور الذي قال عنه الكتاب فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه.. كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلي العالم (يو 4:1-9) فهكذا قال النبي لأن عندك ينبوع الحياة بنورك نري نورا (مز 36:9) وبهذا تحقق قول النبي قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك (إش 60:1) فمرحبا بالنور.
+ وجسور: لقد كان المولود أعمي واقفا علي جسر الظلمة والموت ولم يجد من يمسك بيده لينقله إلي جسر النور والحياة سوي الكنيسة المتمثلة في جماعة التلاميذ الذين تكلموا عنه مع السيد المسيح وانتقل إلي جسر الحياة وأمسك بيد الطريق والحق والحياة الذي غسله في إرساليته وقال له اذهب واغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره المرسل وأعطاه نعمة البصر والبصيرة التي ترمز الآن إلي معمودية العهد الجديد ولكن للأسف الشديد لم يتركه عدو الخير بل وضع أمامه مجموعة من الجسور المقوطعة جسر الشك قالوا أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي آخرون قالوا هذا وآخرون قالوا يشبهه (يو 9: 8-9) وجسر عدم الإيمان والحقد والكراهية والتجديف وجسر الحرفية الذي يقتل وقالوا له هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت (يو9:16) وجسر الشتائم والنقد غير البناء نعم إنها مجموعة من الجسور المنهارة متمثلة في الجيران وجماعة الفريسيين ولكن للمولود أعمي الذي بعد أن استنار واغتسل مشي علي جسر الإيمان والحب والشجاعة.
+ وعبور: فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا فوجده وقال له أتؤمن بابن الله أجاب ذاك وقال من هو ياسيد لأؤمن به فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو فقال أؤمن ياسيد وسجد له (يو 9: 35-38) لقد انتظر السيد المسيح المولود أعمي علي شاطئ الحرية بعد أن عبر هذا المولود بقوة إيمانه علي كل جسور العدو محطما إياها ببساطة وبشجاعة ليس لها مثيل, حطم متاريس العدو, وأغرق فكره وقوته أمام الإيمان فبدون الإيمان القوي والعمل الصالح الذي يرضي الله لا يمكن لإنسان أن يعبر إلي حرية مجد أولاد الله لقد كان هذا المولود نموذجا لعبور الانتصار علي قوات الشر وفي النهاية يرفع علم الحرية والنصرة ويخر ساجدا أمام من ساعده وأعطاه نصرة وعبر به من الظلمة إلي النور ومن الموت إلي الحياة كالمؤمن الذي يدفن مع المسيح في جرن المعمودية ثم يقوم مع المسيح عابرا إلي حياة أفضل مع الكنيسة المجاهدة حاصلا علي النور الذي يضئ الطريق إلي الحياة الأبدية. كما قال الكتاب وكانوا يمجدون الله قائلين إذا أعطي الله الأمم أيضا التوبة للحياة (أع 11:18)