الأب الورع (...) أفامينا
( من سجلات الدير)
لاحظت أن ابنتي في الشهر الخامس من عمرها مصابة بشيء غريب فأحد ساقيها أطول من الآخر ... وكان هذا ملحوظا بعض الشيء منذ ولادتها، وفي الشهر السابع عرضتها علي أحد الأطباء، فأجري لها أشعة، ثم قال أنه يوجد خلع خلقي في مفصل الفخذ(المتصل بالحوض) وهذه حالة نادرة. ونصحنا بعرضها علي طبيب آخر كانت دراسته للحصول علي الدكتوراه حول هذه الحالة، فلما كشف عليها أكد نفس التشخيص وقال : " أخيرا وجدت في مصر حالة من التي عملت عليها الدكتوراه .وأوضح لنا أن العلاج كان ممكنا قبل أن تبلغ الشهرين من عمرها، وأخذ يقلب المراجع أمامنا ليتذكر بعض الأمور مما أدخل الشك في قلوبنا، فذهبنا بها في اليوم التالي إلي مستشفي أبو الريش الجديدة، ولكن قسم عظام الأطفال لا يعمل في ذلك اليوم، فتحرينا عن رئيس القسم وعنوان عيادته فعرفنا أنه أ.د / صالح علي بدير، فتوجهنا إليه في نفس اليوم، 16/9/1987 وكان رأيه من رأي سابقه ... وليس أمامنا الآن إلا علاج صعب هو :
1- استعمال جهاز شد لمدة شهرين علي الأقل، والجهاز عبارة عن صدر من الحديد المبطن بالجلد متصل به سندات حديدية للأرجل تشد فيها الساقين بالحبال عن طريق رباط آخرعلي الأرجل.
ويستخدم هذا الجهاز لمد’ 23 ساعى في اليوم ... ومهمته أعداد الأنسجة للعملية .
2- فإذا استجابت الأنسجة تجري عملية لادخال المفصل في موضعه الصحيح، ثم توضع في بنطلون جبس لمدة اربعة أشهر.
3- أما إذا لم تحدث الأستجابة فسيقوم بعملية كبري تستغرق ما يزيد علي ثلاث ساعات، ونجاحها غير مضمون من أول مرة وقد يحتاج الأمر تكرارها مرة أخري... وكله في يد الله وحده... وتكلفة العملية في المرة الواحدة عدة آلاف من الجنيهات.
عمل الجهاز وركب يوم 27 /9/ 1987 يوم عيد الصليب، وكنا جميعا في غاية الحزن والألم.
بدأ جميع أفراد العائلة دون استثناء يصلون، وفرضنا علي أنفسنا صوما ولم يكن يصادف وقتها مناسبة صوم كنسي.أما أم الطفلة فكانت تبكي ليلها ونهارها أمام صورة البابا كيرلس السادس. وتردد " أنا مش عايزة مشرط دكتور يقرب منها ...أنا عايزة معجزة ... معجزة ... يا بابا كيرلس ".
أما أنا فكنت أحملها كل يوم أحد، وأجلسها علي كرسي البابا كيرلس بالبطريركية القديمة طالبا شفاعته.
وفي يوم 31 / 10/ 1987 أي بعد حوالي شهر حملناها إلي الطبيب مع أشعة أجريت لها في ذات اليوم ( وكانت تعرض علي الطبيب كل عشرة أيام ).
يومها قال الطبيب متسائلا :" ما الذي حدث ؟ رجل البنت طبيعية ...أين الرجل التي كان بها الخلع... اليمني أم اليسري ؟... المفصل عاد إلي مكانه الطبيعي ...إزاي؟"
فصرخت الأم علي الفور فرحة " معجزة...معجزة ... البابا كيرلس عمل المعجزة "... وقف الطبيب متحيرا صامتا ... وقطعت الصمت بسؤالي إياه :
" ما هي الخطوات التي علينا أن نعملها؟"
أجاب :" تدعي وتصلي وانت ساكت لأن بنتك خرقت قواعد الطب"
فتساءلت :" يعني أيه يادكتور؟" ... أجاب :" قلت لك تسكت وتدعي، وبس، لأن بنتك ماشية في طريق لوحده بعيد عن الطب "
انصرفنا أثر ذلك والفرحة لا تسعنا ... لا نعرف كيف نسدي الشكر لله تعالي علي أفضاله علينا .
والآن اكتب هذه الكلمات والطفلة عمرها سنة وسبعة شهور تملأ المكان حركة ... حمدا لله، وشكرا للبابا كيرلس السادس ولكل القديسين وعلي رأسهم
القديسة الشفيعة العذراء أم النور
م ن ق وووو ل