[i]+ مَثَل " الغنى الغبى " يتكرر فى كل زمان ومكان ، وللآن . وهو يُصور ذلك الغبى الأنانى الذى زادت محاصيله ببركة الرب ، وبدلاً من أن يشكر الله على عظيم عطاياه ، ويقدم من انتاجه نسبة للفقراء والكنيسة ، من البكور والعشور والنذور ، قرر الأحتفاظ بالمحاصيل كلها فى مخازن أكبر ، لأنه فكر فى نفسه ونسى الجوعى والمحتاجين من الفقراء !! فعاقبته السماء .
+ ونلاحظ فى نغمة حديثه الأنانى لذاته ، قوله : " مخازنى ، غلاتى ، خيراتى ، أثمارى " ، فقد نسب لنفسه كثرة أثماره ومحاصيله ، وأنها جاءت نتيجة لمجهوده ، وليست بركة من عند الله .
+ وظهر غباؤه فى ظنه أنه سيعيش سنين عديدة ، ونسى أن العمر قصير جداً ، وأنه يمكن للصوص أو للحريق أو للزلازل ، أن يقضى عليها فوراً !! ولا يستفيد منها .
+ وعبر عن آمال أهل العالم ، عندما قال لنفسه : " إستريحى ، وكلى ، واشربى ، وافرحى " ، وهى أهداف القلب الشرير ، الذى يظن خطأ أن السعادة فى المال الكثير ، أو فى المناصب الرفيعة ، أو بكثرة الأنجاب ، وأمثالها من الماديات الفانيات .
+ وقد سمع الصوت الإلهى المفاجئ : " يا غبى " ، هذه الليلة تُطلب نفسك منك ( ستموت حالاً ) ، فهذه ( المحاصيل الكثيرة ) التى أعددتها لمن تكون ؟ّ! ( لو 12 : 20 ) ، إذن سوف يتركها رغم أنفه بالطبع !!
+ وكم من نفوس يغار البعض منها ، أو يحسدون الأغنياء على كثرة غناهم ، وينسون أنهم سيهبطون إلى الهاوية فجأة ( أى 21 : 13 ) ، وهو ما يحدث كل يوم للأسف !!
+ كما نسى الغنى الغبى – وككل الأشرار – أن الراحة هى فى حضن المسيح وحده ، وفى السماء وليس على الأرض .
+ وأن الغذاء الروحى ( التناول من السر الأقدس ) هو لحياة المؤمن ، لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .
+ وأن من يشرب من ماء العالم ( شهواته ) سوف يطلب المزيد ، فى حين أن لدى المسيح ماء الحياة المجانى والمروى للنفس والروح ( إش 55 : 1- 2 ) ، والنفس الشبعانة تدوس العسل .
+ وأن الفرح الحقبقى ، فى عمل الروح القدس فى النفس ( غل 5 : 22 ) ، وليس من مصادر مادية مُزيفة !!
+ وتأمل ( يا أخى / يا أختى ) قول المخلص ، فى تعليقه على هذا المثل الواقعى ، بقوله له المجد ، لكل أحد :
" هكذا الذى يكنز لنفسه ( فى الأرض ) ، وليس هو غنياً لله " ( فى النعمة وفى السماء ) ( لو 12 : 21 ) .
+ فأين تكنزوا يا أحبائى ؟!
+ إن يسوع هو كنزكم وغناكم الحقيقى ، هنا على الأرض ، وهناك فى السماء .