[i]لماذا نخاطر؟
إن كان الأموات لا يقومون البتة ... لماذا نُخاطر نحن كل ساعة؟ ( 1كو 15: 29 ، 30)
إن الحياة التي نحياها في هذا العالم معرَّضة لمخاطر عديدة، ولكن إذا كان لنا توجّه لخدمة الرب، فسنكون عُرضة أكثر من غيرنا للخطر. ولقد سأل بولس: «لماذا نخاطر نحن كل ساعة؟». طبعًا كان هذا سؤالاً استنكاريًا، لا يطلب إجابته، ولكننا قد نستخدمه نحن لتوضيح المشجعات التي لنا في المخاطرة لأجل الرب.
أولاً: نحن نخاطر لأنه لدينا رجاء أكيد وحقيقي. فالموت ليس هو نهاية الأمر، لأن الأموات في المسيح سيقومون. وإذا افترضنا أنه لا يوجد قيامة، فما الذي يدفعنا للمخاطرة بحياتنا؟ ولكن لأنه لدينا رجاء ثابت وأكيد، فهذا يعطينا شجاعة ونحن نواجه مخاطر الخدمة.
ثانيًا: نحن نخاطر لأننا نثق في إلهنا. فقد تواجهنا المخاطر، ولكن يسقط عن جانبنا ألف، وربوات عن يميننا، وإلينا لا يقربون. إن الله يخلِّص الخادم طالما أن خدمته لم تنتهِ.
ثالثًا: نحن نخاطر لأننا نحب، وفي ذات الوقت لا نحب. إننا نحب الرب ولا نحب حياتنا حتى الموت. إن السبب الذي يدفعنا لنخدم ونتعب، هو محبتنا للرب، والسبب الذي يدفعنا لأن نخاطر أيضًا هو محبتنا للرب. ولكننا من الجانب الآخر نخاطر لأننا لا نحب حياتنا حتى الموت. هذا ما نقرأ عنه في رؤيا12: 11 «وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت». إن أحد أسباب غلبة أولئك الأتقياء على الشيطان، وسبب مخاطرتهم، هو أنهم لم يحبوا حياتهم حتى الموت. كان الرب عزيزًا جدًا في أعينهم، وكانت نفوسهم وحياتهم ليست ثمينة في أعينهم ( أع 20: 24 ).
رابعًا: نحن نخاطر لأننا نخاف، وفي ذات الوقت لا نخاف. نخاف هذا الإله الذي نتعامل معه، إننا نخشاه ونهَابه ونجلّه، وهذا يدفعنا لأن نتعب من أجله، عالمين أنه يكافئ كل تعب ومخاطرة. ولكننا لا نخاف من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًَا ( لو 12: 4 ، 5).
خامسًا: نحن نخاطر لأجل أن تستمر الخدمة ولأجل تتميم الخدمة. لقد خاطر أبفرودتس بحياته حتى لا تتوقف خدمة بولس، ووصف بولس ما فعله بالآتي: «لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت، مُخاطرًا بنفسه، لكي يُجبر نقصان خدمتكم لي» ( في 2: