marykemo مشرف
عدد المساهمات : 316 تاريخ التسجيل : 25/05/2010 العمر : 49
| موضوع: دم و نار الأحد 20 يونيو 2010, 7:25 am | |
| دم ونار لقداسه البابا هذا هو الرمز الذي شرح به الكتاب قصة الخلاص والفداء في العهد القديم.ومن أجل تسهيل فهم الموضوع,سنقسمه إلي 11 نقطة,وهي:
(1) شرح الكتاب عدل الله وقدسيته وموقفه من الخطية.
فقداسة الله لا تقبل الخطية,وعدله يعاقب عليها. فلما أخطأ آدم وحواء,عاقبهما الله بعقوبة أرضية,وطردهما من الجنة (تك3),وبقيت العقوبة الأبدية تنتظر خلاصا...
وعوقب أيضا قايين لما قتل أخاه (تك4). وعوقب العالم الخاطئ بالطوفان (تك6). وعوقب أهل سادوم وعمورة بنار أحرقت المدينتين وكل سكانهما (تك19). وعوقب فرعون بعشر ضربات لعناده وكبريائه (خر7-12). وفتحت الأرض فاها,وابتلعت قورح وداثان وأبيرام بسبب جرأتهم علي ممارسة عمل الكهنوت (عد16:31)... والكتاب المقدس حافل بألوان عديدة من عقوبات الله للخطاة,مما يثبت عدل الله وعدم تساهله مع الخطية... وسفر التثنية يسجل لعنات عديدة بسبب الخطية (تث28). منها الموت,والمرض,والفشل,والهزيمة,واللعنة بصفة عامة. وكان كل الناس ينتظرون الخلاص من نتائج الخطية وعقوبتها ويرجون من رحمة الله المغفرة...
(2)
ولكن مغفرة الله لا تأتي بالتنازل عن عقوبة الخطية,إنما بدفع ثمنها استيفاء للعدل الإلهي. فرحمة الله لا تتم علي حساب عدله.كما أن رحمته ليست منفصلة عن عدله...إنما رحمة الله هي رحمة عادلة,كما أن عدله هو عدل رحيم. رحمة الله عملت علي تخليص الإنسان,ولكن بوسيلة يوفي بها العدل الإلهي.فماذا كان العدل الإلهي يتطلب...؟
(3)
واضح أن عقوبة الخطية كانت هي الموت. وقد أنذر الله أبوينا الأولين بهذه العقوبة,حينما قال لآدم عن شجرة معرفة الخير والشر:...لأنك يوم تأكل منها,موتا تموت (تك2:17).وهذا ما عرفته حواء تماما,إذ قالت للحية عن ثمر هذه الشجرة:...قال الله:لا تأكلا منه ولا تمساه,لئلا تموتا (تك3:3). عقوبة الموت هذه,ذكرها القديس بولس الرسول بصراحة فقال: لأن أجرة الخطية هي الموت (رو6:23). ونحن نعرف أن هناك أنواعا من الموت:
أ- الموت الروحي: وهو الانفصال عن الله,كما قال القديس أوغسطينوس.وعن هذا الموت قال الأب في رجوع ابنه الضال:ابني هذا كان ميتا فعاش,وكان ضالا فوجد (لو15:24).وقال الرب لملاك كنيسة ساردس:إن لك اسما أنك حي وأنت ميت (رؤ3:11). وهذا النوع من الموت,وقع فيه أبوانا الأولان,يوم أكلا من الثمرة المحرمة.
ب- الموت الأدبي: وهو فقدان الصورة الإلهية التي كانت للإنسان حين خلقه الله (تك1:26).وقد وقع آدم وحواء في هذا الموت أيضا,يوم أكلا من الشجرة.ففقدا بساطتهما وطهارتهما الأولي,وعرفا أنهما عريانان,وانفتحت أعينهما (تك3:7),وسقطا من رتبتهما الأولي.وهكذا كل نسلهما.
ج- الموت الجسدي: وهو انفصال الروح عن الجسد.وهو ما يقع فيه كل أبناء آدم وحواء,كل منهم في حينه.
د- الموت الأبدي: وهو الموت الثاني (رؤ20:14),الذي يتعرض له كل الذين لا ينالون الخلاص الإلهي,الذين لا توجد أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة...
(4) ارتبط الموت بالدم,كما ترتبط الحياة بالدم. يقول الكتاب:نفس كل جسد هي دمه (لا17:14).فقتل إنسان يعني إراقة دمه,وكذلك ذبح حيوان.إن سفك دمه,انتهت حياته.وطالما يجري دم في عروقه فهو حي. وتقديم ذبيحة عن خطية,معناه تقديم حياة. معناه أن نفسا تموت عوضا عن نفس...نفس الذبيحة تموت عن نفس الخاطئ.وهنا ظهر مبدأ الفداء بالدم. وعندما سفك السيد المسيح دمه عنا,قيل:الذي لنا فيه الفداء,بدمه غفران الخطايا (كو1:14) (أف1:7)...وهكذا ثبتت تلك العقيدة اللاهوتية: بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب9:22). بسفك الدم يكون الموت,والموت هو أجرة الخطية (رو6:23).فبالموت تستوفي الخطية عقوبتها.ويتم العدل الإلهي.فإما أن يموت الإنسان الخاطئ,أو تموت نفس عوضا عنه.وهذه هي الفدية...وفي قصة الفصح,قدم الرب للشعب مثالا:هناك موت ينتظر,وبدم خروف الفصح ينقذون منه.إذ يقول الرب: فأري الدم,وأعبر عنكم.فلا يكون عليكم ضربة الهلاك (خر12:13) وكان الفصح رمزا للمسيح في فدائه لنا (1كو5:17)
(5) الذبيحة كانت تقدم,ونار الرب تلتهمها...
حدث هذا لما قدم هرون ذبيحة الخطية والمحرقة وذبيحة السلامة...فتراءي مجد الرب لكل الشعب.وخرجت نار من عند الرب,وأحرقت المحرقة والشحم.فرأي جميع الشعب وهتفوا,وسقطوا علي وجوههم (لا9:22-24). وصارت نار الرب هي النار المقدسة.ولم يصرح للكهنة أن يقدموا نارا غريبة. ولما أخطأ وأبيهو ابنا هرون,وقدما نارا غريبة,سمح الله أن تلتهمهما نار من عند الرب,وماتا للتو (لا10:2,1).واحتفظ بنو إسرائيل بنار الرب معهم,في كل ترحالهم. وفي تدشين الهيكل أيضا نزلت النار من السماء,وأكلت المحرقة والذبائح,وملأ مجد الرب البيت... (2أي7:1). الدم علي المذبح يقدمه الإنسان متذكرا ثمن الخطية. والنار الإلهية ترمز إلي عدل الله وقبوله للذبيحة. وكانت النار ترمز إلي الله,الذي قال عنه الكتاب:إلهنا نار آكلة (عب12:29),والذي ظهر لموسي النبي في لهيب نار عليقة (أع7:3) (خر3:2).وكان يقودهم بالليل في عمود نار يضئ لهم (خر13:21).
(6) وظل الدم والنار مع بني إسرائيل باستمرار.
دم في خيمة الاجتماع,علي المذبح,وفي كل مكان,هو دم الذبائح والمحرقات,يذكرهم بالخطية التي أوجبت هذا الدم.ونار تتقد علي مذبح المحرقة باستمرار نار دائمة,تتقد علي المذبح لا تطفأ (لا6:13) تذكرهم بالعدل الإلهي الذي يقبل الذبيحة. وكانت النار معهم أيضا في المجمرة,وفي المسرجة.ويحملون معهم نار الرب في أسفارهم.وظلت الذبائح معهم إلي مجئ المسيح,بالدم والنار. ولنبدأ القصة من أولها.
(7) إن فكرة الذبيحة بدأت مع الخليقة منذ آدم وحواء.
أخطأ أبوانا الأولان,وشعرا بالعري.ولم تنفع أوراق التين لتغطيتهما.وهنا يقول الكتاب:وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما (تك3:21)...من أين أتي هذا الجلد؟ لا شك أنه من ذبيحة...وهنا وقفت حقيقة ثابتة أمام الإنسان,وهي: بالخطية يكون العري.وبالذبيحة يستر ويتغطي.
(8) ثم نسمع عن الذبيحة بصراحة في ذبيحة هابيل.من أين عرف هابيل فكرة الذبيحة؟ لا شك تسلمها بالتقليد من أبيه آدم,وآدم تسلمها من الله.قدم هابيل من أبكار غنمه ومن سمانها (تك4:4). ذبيحة هابيل إذن كانت أفضل ما عنده. وهذا مبدأ يرتبط بالذبيحة,ومعه قول الكتاب:فنظر الرب إلي هابيل وقربانه (تك4:4) وأيضا قول بولس الرسول:بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين.فيه شهد له أنه بار (عب11:4). ذبيحة هابيل كان فيها الدم والنفس,والرمز. بينما (أثمار الأرض) التي قدمها قايين فقد خلت من هذا,لذلك لم ينظر إليها الله...وبدأت الذبائح تنتشر,وكلها قبل موسي كانت محرقات...ونسمع عن المذبح والمحرقات فيما فعله أبونا نوح بعد الطوفان.إذ يقول الكتاب:وبني نوح مذبحا للرب.وأخذ من كل البهائم الطاهرة,ومن كل الطيور الطاهرة.وأصعد محرقات علي المذبح.فتنسم الرب رائحة الرضا (تك8:21,20).
(9) مبدأ آخر قدمته محرقات نوح وهو:الحيوانات الطاهرة.
إذن لابد أن تكون الذبيحة طاهرة.وهذا الدم الطاهر المسفوك,تنسم منه الله رائحة الرضا...وطبعا المحرقات لم يكن الإنسان يأكل منها شيئا.كانت كلها للنار,كلها لله,لمجرد إرضائه. وهنا في محرقات نوح,نلاحظ كلمة (كل):كل الحيوانات الطاهرة,وكل الطيور الطاهرة,كلها تمثلت معا في تقديم محرقات للرب,تنوب عن كل أنواعها...ولعله لهذا السبب أمر الرب نوحا أن يأخذ معه في الفلك من سائر الحيوانات اثنين اثنين ذكرا وأنثي,لحفظ أنواعها.أما الحيوانات الطاهرة فيأخذ منها سبعة سبعة (تك7:3,2).حتي إذا قدمت منها محرقات لا تنقرض. لماذا قدم نوحا محرقات من الحيوانات الطاهرة؟
أولا:لأن ما يقدمه لله,يليق أن يكون طاهرا. وثانيا:لناحية رمزية بالنسبة إلي المسيح القدوس. وثالثا:لمبدأ مهم في موضوع الفدية وهو: الخاطئ يموت عن خطيئته,إذ يستحق الموت. أما البار,فإنه يموت عن خطية غيره. وذلك لأنه إذ ليست له خطية يموت بسببها,فهو يضع نفسه عن غيره.وهنا مبدأ الفدية:يفتدي غيره بحياته.
(10)
بعد نوح سمعنا عن محرقات قدمها أيوب الصديق (أي1:5) ثم ما قدمه أبونا إبراهيم الذي كان يصحبه المذبح في كل تنقلاته (تك12).وما قدمه باقي الآباء...علي أننا نود أن نقف في حياة أبينا إبراهيم,عند إشارة معينة وهي: وصية الرب لإبراهيم بتقديم ابنه الوحيد (تك22:2). وهذا كان رمزا لذبيحة المسيح,الابن الوحيد لله الآب,كما ورد في (يو3:16) ولكي يكون إسحق مجرد رمز,لم تتم ذبيحته,بل افتدي بذبيحة أخري من عند الرب.
(11)
ولما جاء موسي النبي,نظم الرب هذه الذبائح التي تقدم إليه.وكانت كل ذبيحة تحمل رمزا معينا للمسيح. وميز الكتاب بين المحرقة وذبيحة الخطية. ولكي نفهم هذا الأمر ينبغي أن ندرك أن الخطية كان من نتيجتها أمران:أولهما إحزان قلب الله الذي كسرنا وصاياه. وثانيهما هلاك الإنسان,لأن أجرة الخطية هي موت.وأصبح لكل من المحرقة وذبيحة الخطية عمل مميز: المحرقة ترمز إلي إرضاء قلب الله.لذلك كانت نار الرب تأكلها كلها,ولا يأكل منها أحد من البشر. أما ذبيحة الخطية,فكانت ترمز إلي إنقاذ الإنسان الهالك بأن تحمل خطاياه وتموت عنها. وقام السيد المسيح بالعملين معا: أرضي قلب الله كمحرقة. وخلص الإنسان كذبيحة خطية. ونود أن يكون لنا مع الذبائح حديث مفصل,نشرح به الدلالات الروحية التي تحملها كل منها,وبخاصة في سفر اللاويين.
| |
|
dodyboss المدير العام
عدد المساهمات : 1779 تاريخ التسجيل : 12/03/2009 العمر : 41 الموقع : فى حضن الآب
| موضوع: رد: دم و نار الإثنين 21 يونيو 2010, 2:01 am | |
| صباح الخير مارى شكرا على الموضوع الجميل ربنا يعوضك ويبارك خدمتك | |
|