elfady عضو نشيط
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 01/04/2009 العمر : 42 الموقع : منقوش على كف الهى
| موضوع: قديسا وسط الرهبان الجزء الثانى الإثنين 25 مايو 2009, 5:23 pm | |
| كيف نتكلم عن الشماس يسطس وكان قليلاً ما يتكلم فضيلة الصمت : من الصعب أن نتكلم عن رجل آثر الصمت , فكان فى صمته عظة وكان هدف نسكه هو السكوت وما أبلغ قول الحكيم فى أمثال سليمان : " هدوء اللسان .. شجرة حياة " ( أم 13 :3 ) وكانت كل كلماته التى سمعها معظم الناس منه لا تتعدى سبعة وهى : " متشكـــــــــــر .. كتر خيـــرك .. أنت مبســــــوط ؟ .. الرب يعوضـــــــك " أما إذا إحتاج موقف ما ليتكلم فكان يتكلم فى عبارات مقتضبه جداً يقول السيد / انور تالوت من قلوصنا عن كيف تغير بصمت القديس فقال : " كان فى صمته أبلغ عظة وكم كان يؤثر فى الناس بصمته ... لقد اثر فى انا شخصياً , لقد كنت بعيداً عن الرب يسوع , وكنت مسيحياً بالأسم . وقد أتفق أنى ذهبت فى رحلة مع الأستاذ نظمى عياد , وكانت الرحلة بالنسبة لى مجرد نزهة , لأنى مغرم بالصيد , وذهبت غلى البحر الأحمر لهذا الغرض , ثم توجهت إلى الدير بعد ذلك , وهناك لأول مرة أرى بعض الزوار يلتفون حول إنسان يرتدى جلباباً أسود ممزقاً , وحزاءاً متهرءاً , وكان الوقت شتاءاً على ما اذكر , إذ كان يضع على كتفه بطانية بالية ليس لها من صفات البطانية غير أسمها . كنت لأول مره اراه وعرفت ان اسمه يسطس وبحسب تقدير الناس ونظرتهم إليه لا هو هنا ولا هو هناك ولفت نظرى أنه يتمتع بشعبية كبيرة بينهم وبالرغم من أنهم يلتفون حوله إلا أنه لا ينطق ولا يتكلم وكانوا هم أيضاً واقفين صامتين فوجدت نفسى مدفوعا بينهم لأقف مثلهم وأنظر هذا الرجل العجيب واخيراً أنصرفوا جميعاً ما عدا شخص واحد وهو الأستاذ كامل شحاتة الذى كان مساعد رئيس الشئون القانونية بمصنع أندرسن بالمنيا وقد ظل سيادته واقفاً بجواره وتضايقت جداً فصحت بصوت عال وبشكل غير لائق وقلت : " جرى ايه يا استاذ , هو مفيش غيرك علشان يقف جار الرجل ده , ما تدينا فرصة معاك " فإعتذر الرجل وقال : " أتفضل " ولكنه تحرك قليلاً فعدت لأقول : " لا ... بالطريقة دى انا موش شايف إن أحنا هنقدر نقف معاه " وأخيراً تنحى الرجل جانباً , ورحت أنا لقف بجوار القديس ابونا يسطس , وشعرت بضآلة نفسى , وحقارتى امام هذا العملاق , أمام هذا الغنى فى السماويات , لقد شملنى ندامه غريبه ... هزتنى من الأعماق ... جعلتنى أجهش بالبكاء , بكيت كثيراً , كما لم ابكى من قبل ... إنهمرت الدموع الغزيرة , بينما القديس ينظر إلى فى حنان . ثم مد يده بعد ذلك وصافحنى ... بل واراد أن يقبل يدى ... !! هذا التصرف كان اكبر من ان يستحقه إنسان مثلى , وتعجبت كيف يستطيع إنسان كهذا أن يؤثر فى بنظرة واحدة . ولم يكن التاثير فى السيد / أنور تالوت وقتى أو ظاهرى لأنه قال بعد ذلك : " كنا مقبلين على الصوم الكبير , وكما ذكرت سابقاً لم تكن لى صلة بالكنيسة لأصوم .. ولا صلاة ... كنت بعيداً عن الرب يسوع تماماً , تعودت أن آكل أربع أو خمس مرات فى اليوم , كان إلهى هو بطنى لا أفكر فى غير الأكل , وكنت أتناول اربع بيضات نيئة كل صباح سواء فى اوقات الفطار أو الصوم , ولما شملتنى بركة أبونا يسطس قررت أن أتبع طريق الرب وقررت ان اصوم الصوم الكبير وكان هذا بالنسبة لى تغييراً كبيراً , وحدث أن سألتن زوجتى : " هاتفطر ايه " أجبتها : " انا صايم " قالت : " ولكن البيض جاهز " فقلت : " لآ موش عايز بيض " وشكت زوجتى وتعجبت من هذا ألمر وقالت : " إيه الكلام اللى انت بتقوله ده ... إنت لغاية الساعة عشرة تكون اكلت مرتين " قلت لها : إسمعى .. أنا بنعمة المسيح يقوينى على الصوم " فقالت زوجتى : " المسيح صام كام يوم " فقلت : " أربعين يوم " فقالت : " ابقى افطر 15 يوم فى ألول وصوم الباقى " فقلت لها : " لا .. انا قررت أن اصوم بقوة الرب يسوع , وببركة القديس يسطس التى تساندنى لأسلك هذا الطريق ." ويكمل قائلاً : " وفعلً .. لقيت صعوبة كثيرة مع إله بطنى ألا وهو الأكل ولكن بصلوات القديس , وبمعرفته الشياء غير المعلنة , كان يعلم ما انوى عليه , فكان يساندنى , ويؤزرنى .. ومن تلك اللحظة التى عرفته فيها وانا قد تغيرت , وليس لى فى ذلك فضل ولكنها بركة ابونا يسطس وقوة الرب يسوع " فضيلة السهر الروحى : ومن الفضائل الرهبانية التى مارسها ابونا يسطس الصمت إلا أنه اتقن فضيلة اخرى وهى السهر الروحى فكثيرين من زوار الدير يعرفون أن هذا الراهب نادراً ما تغفل عيناة إذ يبقى ساهراً يتجول داخل الدير وإذا تعب فإنه يستريح تحت شجرة فى مزرعة الدير أة يستند إلى حائط , ويروى البعض من اخوته الرهبان انه كان ينام على جزع شجرة قديم ملقى على الأرض بلا أهتمام , حتى يبقى دوماً يقظاً متمتعاً بالعشرة الإلهية , وحتى لا يعطى لعينية نعاساً ولجفنيه نوما إلى أن يجد موضع لأله يعقوب ويجد أن لذته فى مناجاة الذات الإلهية ورفض لذة الراحة حتى فى نومة فضيلة الصلاة بلا أنقطاع والصوم : وأما عن صلاته صارت كل حين وكل وقت وكل ساعة عملاً بقول الرب صلوا كل حين , ولا تملوا ويحكى رهبان الدير أنه فى بدء حياته الرهبانية أثناء سهرة ويقظته وصلاته المستمرة فكانت ألفكار الشريرة تحاربه وتلح عليه فكان يلجأ إلى ترديد الصلاة الربانية بصوت عال يستطيع من هو على بعد أن يسمعه فى برية القديس أنطونيوس ولا يفتر عن ترديدها حتى تهرب منه الأفطار التى يضعها الشرير فى عقله حتى ولو ظل ساعات الليل كله يقظاً مردداً لصلاته . أما عن مكان صلاته فكان المكان الذى يتواجد فيه : فى قلايته , فى الكنيسة , فى الحقل أثناء لقائه مع زوار الدير .. وفضيلة الصمت عنده أقترنت بالهذيذ الدائم ورفع العقل فى صلة دائمة مع الرب الإله , وكان يعمل مطانيات لا حصر لها تندهش كيف يقوم جسده النحيل والهزيل بها ربما هى قوة من عند الرب يسوع , وكان كثيراً ما يركع فى صلاته وكان كثيراً ما يغلبه النوم وهو فى وضع الصلاة هذا , وأهمل تنظيف قلايته من الرمال وحصى البرية فكانت خشونة الرمال والحصى تجعله يقظاً ساهراً مصلياً وكان يتحملها حتى لا يضيع لحظة فى حياته مفترقاً عن الرب يسوع . وكان جهاده وفضائلة تزعج الشياطين , فشنوا عليه حرب قاسية , ولما لم يمكنهم قهرة , أخذوه وضربوه , وألقوه أرضاً , ولشدة غيظهم وضعوا فى عينيه الرمل حتى لا يرى الكتب المقدسة ويقرأها أو يعرف الطريق للكنيسة , و‘ندما أصيب بصره أحتاج لمن يقوده , وظل على هذه الحال 15 يوماً حتى أعاد الري يسوع له نور عينيه . يقول سائق سيارة الدير أنه توجه يوما يوما بالسيارة المحملة بالمؤن اللازمة لآباء الرهبان إلى الدير ووقف يتحدث إلى الأب رئيس الدير فى إحتياجات الدير التى أحضرها والتى لم يحضرها والتى سوف يحتاجها الدير فى المرة القادمة , وفى أثناء ذلك شاهدت أبونا يسطس يحمل طعامه (المرس) وكان يتكون من طبيخ لحم حيث أن عادة الدير تقديم أكلة لحم كل يوم سبت فى الأيام التى ليس بها اصوام فهمست فى أذن أبونا رئيس الدير وقلت له : " أبونا يسطس ماشى والقطط ماشية وراه , ودلوقت هيعطيهم الطبيخ واللحمة " ثم أكملت حديثى معه عن أحتياجات الدير , ولما أقترب منا أبونا يسطس ,, نظر إلى وقال : " أنت مالك ومال الناس .. ما تسيب كل واحد فى حاله " ومضى فى طريقة وسط دهشتنا وتعجبنا وقد أسفت عما قلت . محبته للكنيسة : كان فكرة متجهاً لكنيسة الدير فهى فلك نوح الذى ينقذ الإنسان من طوفان العالم وهى أيضاً مثلاً لأورشليم السمائية , ومن محبته لها كان كثيراً ما يركع مصلياً أمامها , وعندما يدق جرس التسبحة يكون هو أول الداخلين إليها وكان وجهه يتلألأ فرحاً يضئ كقنديل منيراً فيها , وفى وقفته وصلاته يقف كجندياً يتلقى الأوامر الإلهية فهو أمام ملك الملوك ورب الأرباب فلا يتحرك أو يلتفت يميناً أو يساراً موجهاً عقله للحضور الإلهى فى القداس , وكان موجهاً بصره إلى أيقونه السيد المسيح , وكان يود أن يمكث فى الكنيسة طول حياته ولا يفارقها وهو حياً , وكان كثير من الرهبان يرغموه على مغادرتها بالقوة فى أحيان كثيرةوحدث أن زار الدير فوج من محافظة المنيا وذهب الفوج إلى الكنيسة ولكن شخص واحد وجدها مزدحمة , فذهب إلى نوال بركة أبونا يسطس قبل أن يلتف حوله الفوج , ولكن يسطس نهره بشدة وأمره ان يذهب فوراً إلى الكنيسة , ورد الزائر متحججاً بأن الكنيسة مزدحمة , وعندئذ حدق فيه أبونا يسطس وقال له كلمتين هما : " كفـــاية لمحة " أى بالمعنى الصعيدى كفاية نظرة لمكان الذى يحل فيه الرب يسوع هى بركة عظيمة , ولم يسمح له بالجلوس معه | |
|
dodyboss المدير العام
عدد المساهمات : 1779 تاريخ التسجيل : 12/03/2009 العمر : 41 الموقع : فى حضن الآب
| موضوع: رد: قديسا وسط الرهبان الجزء الثانى الإثنين 25 مايو 2009, 5:35 pm | |
| ضباح الخير جوزيف شكرا على الموضوع الجميل للراهب الصامت صاحب اجمل فضيلة لكن انت كاتب الجزء الثانى اين الجزء الأول ؟؟ | |
|
elfady عضو نشيط
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 01/04/2009 العمر : 42 الموقع : منقوش على كف الهى
| موضوع: رد: قديسا وسط الرهبان الجزء الثانى الإثنين 25 مايو 2009, 5:48 pm | |
| يارب سلام شكرا عهدى على مرورك الجميل واسف جدا انى قسمت الموضوع لستة اجزاء ولذلك لعدم سماح سعة المنتدى | |
|
dodyboss المدير العام
عدد المساهمات : 1779 تاريخ التسجيل : 12/03/2009 العمر : 41 الموقع : فى حضن الآب
| موضوع: رد: قديسا وسط الرهبان الجزء الثانى الإثنين 25 مايو 2009, 6:13 pm | |
| شكرا ياباشا للتوضيح ربنا يعوضك | |
|
marykemo مشرف
عدد المساهمات : 316 تاريخ التسجيل : 25/05/2010 العمر : 49
| موضوع: رد: قديسا وسط الرهبان الجزء الثانى الإثنين 20 سبتمبر 2010, 11:22 pm | |
| | |
|