اشعياء60 - تفسير سفر أشعياء
undefined
من إصحاح (60) حتى (66) نرى الكنيسة في مجدها المستتر والذي سيظهر للعيان في الأبدية هنا نرى بناء مدينة الرب الجديدة. كانت الوعود في آخر الإصحاح السابق أن الفادى سيأتي إلى صهيون. ولها عهد مع الله، روحه عليها وكلامه في فمها ولا يزول للأبد قد تكون صهيون هي إسرائيل بعد عودتها من السبي، ولكن هذا لم يحدث تماماً بعد العودة من سبى بابل لذلك يعتبر هذا نبوة عن كنيسة المسيح التي سيأتي لها ويفديها ويسكب روحه عليها والتحقيق الكامل لمجد الكنيسة المنتظر هو في أورشليم السماوية بعد أن يأتي المسيح في مجيئه الثاني.
آيات (1- 3) قومي استنيري لأنه قد جاء نورك و مجد الرب أشرق عليك. لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض و الظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب و مجده عليك يرى. فتسير الأمم في نورك و الملوك في ضياء إشراقك.
المسيح يوجه كلامه لكنيسته التي أنارها بوجوده فيها، فأزال الظلمة التي كانت فيها، ولكن عليها هي أن تعمل شيئاً لتستنير ولا تقعد ساكتة فعليها واجب ومسئولية أن تكون نوراً للعالم الذي لا يزال في الظلمة فنور الرب يجذب الأمم. مجده عليك يُرى = لإتحاده بك.
آية (4) ارفعي عينيك حواليك و انظري قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليك يأتي بنوك من بعيد و تحمل بناتك على الأيدي.
إرفعى عينيك = أي أنظري للمستقبل وترين بعين الإيمان تتميم مواعيد الله وأن الأمم سيقبلون الله بل يخدمون أولاد الله (أبنائه وبناته يحملونهم)
آية (5) حينئذ تنظرين و تنيرين و يخفق قلبك و يتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر و يأتي إليك غنى الأمم.
تنيرين = تفرحين لأن الإنسان الفرح يكون كأنه منير. وهذا الفرح سيكون بسبب إتساع الكنيسة، وستأتي لها أيضاً ثروة الأمم الذين آمنوا. ثروة البحر = هي السمك إشارة للمؤمنين فالبحر يشير للعالم.
آيات (6،7) تغطيك كثرة الجمال بكران مديان و عيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبا و لبانا و تبشر بتسابيح الرب. كل غنم قيدار تجتمع إليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي و أزين بيت جمالي.
بكران = أولاد الجمال. مديان وعيفة وشبا = من قبائل العرب. وهنا النبي يعبر عن مجد الكنيسة بعبارات مستعارة من أهل عصره وكأننا في أيامنا نقول عوضاً عن مديان وعيفة..... إنجلترا وأمريكا..... والمعنى كثرة المؤمنين الذين يقدمون تقدمات مادية = ذهب وتسابيح = لبان. وكل عطية بالمحبة تصعد مقبولة = يقبلها الرب. والمؤمنون بحضور المسيح وسطهم وروحه يزينون الكنيسة. وقد نفهم الغنم والكباش أنهم نفوس الذين آمنوا ويقدمون أنفسهم ذبائح حية (رو 12 :1)
آيات (8، 9) من هؤلاء الطائر ون كسحاب و كالحمام إلى بيوتها. إن الجزائر تنتظرني و سفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد و فضتهم و ذهبهم معهم لاسم الرب إلهك و قدوس إسرائيل لأنه قد مجدك.
الأمم الذين سيأتون بسرعة كأنهم طائرون كسحاب لقداستهم ورفضهم للدنيويات التي طالما تلذذوا بها ولم تشبعهم، والقديسين مشبهين بالسحاب لأنهم يعيشون في السماويات (عب 12 : 1 + 1 ش 19 : 1) وهم بامتلائهم من الروح القدس صاروا كحمام راجع إلى بيته، صاروا روحيين. والجزائر وترشيش حتى البلاد البعيدة تنتظر مجيء الرب لتؤمن به ويقدموا له مالهم.
آية (10) و بنو الغريب يبنون أسوارك و ملوكهم يخدمونك لأني بغضبي ضربتك و برضواني رحمتك.
كورش وارتحشستا أمرا بترميم أسوار أورشليم، والله سيحافظ على كنيسته باستخدام كل الوسائل، حتى الغرباء غير المؤمنين سيحرسونها. ولكنها إذا أخطأت وحتى لا تهلك سيضربها ويؤدبها بواسطتهم حتى تتوب.
آية (11) و تنفتح أبوابك دائما نهارا و ليلا لا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم و تقاد ملوكهم.
لا ينقطع دخول الناس إلى الكنيسة، والكنيسة لا ترد خاطئ أتى إليها تائباً. ذولا يكون حرب أو خوف فتغلق الأبواب. كان اليهود قد أغلقوا أبوابهم على أنفسهم، أما الكنيسة فهي مفتوحة للجميع. وتقاد ملوكهم = كم من الملوك الوثنيين آمنوا بالمسيح وانقادوا له بحريتهم.
آية (12) لان الأمة و المملكة التي لا تخدمك تبيد و خرابا تخرب الأمم.
تخرب إذا حرمت نفسها من بركات ونعم الله، بالإضافة لخرابها وهلاكها الأبدي، ولا خلاص خارج الكنيسة.
آية (13) مجد لبنان إليك يأتي السرو و السنديان و الشربين معا لزينة مكان مقدسي و امجد موضع رجلي.
شبهت الكنيسة هنا بهيكل سليمان الذي إستخدم فيه كل هذه الأنواع من أحسن الأخشاب، سرو وسنديان وشربين. وهكذا الكنيسة ستتزين بأحسن رجال وبنات العالم حينما يؤمنوا بالمسيح. كل الطاقات الخاملة (الأشجار) تتحول لخدمة الرب ولبناء مسكنه وكنيسته.
آية (14) و بنو الذين قهروك يسيرون إليك خاضعين و كل الذين أهانوك يسجدون لدى باطن قدميك و يدعونك مدينة الرب صهيون قدوس إسرائيل.
لننظر تطبيق هذه الآية على الدولة الرومانية، فالآباء اضطهدوا الكنيسة وقهروها وأبناؤهم صاروا مؤمنين خاضعين لها. وهنا نرى سلطان الكنيسة.
آية (15) عوضا عن كونك مهجورة و مبغضة بلا عابر بك أجعلك فخرا أبديا فرح دور فدور.
الكنيسة مشبهة بامرأة مهجورة قبل المسيح وبحلول المسيح فيها وروحه صارت أفراحها وأمجادها أبدية.
آية (16) و ترضعين لبن الأمم و ترضعين ثدي ملوك و تعرفين إني أنا الرب مخلصك و وليك عزيز يعقوب.
المعنى أن الكنيسة ستستفيد من غنى الأمم وقوتهم. وقد يكون المعنى أن الأمم حين يؤمنون ستستفيد الكنيسة من خبراتهم الفلسفية التي سيخضعونها للإيمان وقدراتهم العقلية والإيمانية والروحية، وبها يستفيد ويتعلم الجميع. وواضع قانون الإيمان أثناسيوس الروسولى كان وثنياً. وكم أخرجت الإسكندرية من جبابرة.
آية (17) عوضا عن النحاس أتي بالذهب و عوضا عن الحديد أتي بالفضة و عوضا عن الخشب بالنحاس و عوضا عن الحجارة بالحديد و اجعل وكلاءك سلاما و ولاتك برا.
النحاس يشير للقوة. وعوضاً عن القوة آتى بالذهب أي السماويات ومجد الكنيسة السماوي، وهو بالمقارنة يكون مجد العهد القديم كنحاس (2 كو 3 : 10) والمقصود أن كل الخبرات القديمة تتحول إلى ماهو أحسن وأقوى وأعظم فالختان صار معمودية والذبائح الحيوانية صارت تناول والكهنوت المسيحي أتى عوضاً عن اللاوى. وأجعل وكلاؤك سلاماً = المتولون عليك سيجرون فيك سلاماً.
آية (18) لا يسمع بعد ظلم في أرضك و لا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصا و أبوابك تسبيحا.
حيثما وُجِد المسيح يوجد العدل وحيثما وُجِد الروح القدس يوجد التسبيح.
آية (19) لا تكون لك بعد الشمس نورا في النهار و لا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نورا أبديا و إلهك زينتك.
نور الشمس يصبح كلا شيء بالنسبة لنور الرب. والنور رمز للفرح والسلام والقداسة، وهذا هو الوضع في السماء ( رؤ 22 :5).
آية (20) لا تغيب بعد شمسك و قمرك لا ينقص لان الرب يكون لك نورا أبديا و تكمل أيام نوحك.
شمسها هو الرب يسوع لا يعود يتركها ويغيب. وتكمل أيام نوحك النوح يكون بسبب الشعور بالتخلي، ولكن من يشعر أن المسيح معه في ضيقته لن ينوح بل يفرح ويتعزى. ويكمل هذا في السماء حين يمسح الله كل دمعة من أعيننا.
آية (21) و شعبك كلهم أبرار إلى الأبد يرثون الأرض غصن غرسي عمل يدي لأتمجد.
البر هو بر المسيح والذي يتبرر به يرث الأرض أي السماوات.
آية ( 22) الصغير يصير ألفا و الحقير امة قوية أنا الرب في وقته أسرع به
كانت بداءة المسيحية نبتات صغيرة سرعان ما أثمرت آلاف فملايين. أنا الرب في وقته = هذه تساوى قوله ملء الزمان.. هنا نرى الكنيسة تتمتع بقوة الله غير المحدودة. الصغير يصير ألفاً. رقم 1000 يشير للسماء فالصغير يصير سمائياً. والحقير = من هو خارج المسيح تلهو به الشياطين. يصير أمة قوية كجيش مرهبة بألوية.